عاجل سجلوا هنا http://www.AWSurveys.com/HomeMain.cfm?RefID=anti.killer1
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التعاون والتكافل

اذهب الى الأسفل

التعاون والتكافل Empty التعاون والتكافل

مُساهمة  C.Ronaldo الخميس ديسمبر 25, 2008 8:25 am

جعل الله تعالى المسلمين أمة واحدة تتكافل فيما بينها: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة: 71) (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 92) (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون: 52)، ولا معنى لهذه الوحدة ما لم تتمثل في مظاهر عملية من التكافل والتعاون على ما فيه مصلحة الأمة جميعا، فتعِزَّ وترقى، ولا تضل ولا تشقى.

وضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهذا التآلف مثلاً بالجسد الواحد الذي تشعر سائر جوارحه بعضها ببعض، وهذا من أبلغ التشبيهات، فأخرج مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». وفي رواية: «الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ».

كما ضرب مثلاً لموقف المؤمن من مؤازرة المؤمن ومساندته بالبنيان المرصوص الذي يشد كل حجر فيه أخاه، فأخرج مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ. ودعا كل مؤمن أن يكون رِدْءاً لأخيه وحافظاً له ولماله في حضوره وغيبته، فأخرج أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ».

وقد حقق الإسلام عمليّاً هذه المعاني بأن شرع الزكاة والصدقات والكفارات ليحقق واقعيا هذا التكافل، ويسد حاجات الفقراء والضعفاء وذوي الحاجات.

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه فكانت حياته كلها صوراً تطبيقيةً لهذا المعنى العظيم، بل كانت طبيعتُه الكريمةُ مجبولةً على ذلك من قبل النبوة والوحي، وإنما زادها الوحي جلاء وضياء، فها هي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تصفه فتقول فيما أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لاَ يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، وَاللهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ».

وهي أوصاف كما تري كلها في باب كفالة الخلق ومساعدتهم، وهي ذاتها الأوصاف التي وصف بها أحدُ المشركين أبا بكر رضي الله عنه ، حين كان خارجا إلى الحبشة مهاجرا، فلقيه ابْنُ الدَّغِنَةِ، فقال له فيما أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «إِنَّ مِثْلَكَ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ، فَإِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ».

وعلى هذا ربَّى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وإلى هذا دعا أمته، حتى إنه حرَّم على المسلم أن يشبع وجاره جائع، فأخرج الطبراني عن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ».

بل توعَّد أهلَ كل حيٍّ لم يقوموا بفقرائهم، فأخرج أحمد وصححه الحاكم عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالَى».

وأمر كل مسلم لديه فضل مما يحتاج إليه الناس أن يعود به عليهم، فأخرج مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِى سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ». قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ، حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.

وبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن البركة في هذا التكافل، وبخاصة في ساعات الشدة، فأخرج مسلم عن سَلَمَةَ يْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَأَصَابَنَا جَهْدٌ (أي مشقة) حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا، فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا (أي سفرة أو بساطا)، فَاجْتَمَعَ زَادُ الْقَوْمِ عَلَى النِّطَعِ، قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ لأَحْزُرَهُ (أي لأُخَمِّن مقداره) كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ كَرَبْضَةِ (أي مَبْرَك) الْعَنْزِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا، فَقَالَ نَبِىُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَهَلْ مِنْ وَضُوءٍ» (يعني ماءً للوضوء). قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ لَهُ فِيهَا نُطْفَةٌ فَأَفْرَغَهَا فِى قَدَحٍ، فَتَوَضَّأْنَا كُلُّنَا، نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً (أي نصبه صبا شديدا)، أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ فَقَالُوا: هَلْ مِنْ طَهُورٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَرِغَ الْوَضُوءُ».

ومدح النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً يتكافلون فيما بينهم في أوقات الشدة، وربطهم به وربط نفسه بهم فأخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا (أي فني طعامهم) فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ». أي طريقتي وطريقتهم واحدة في التعاون على البر والتقوى وطاعة الله عز وجل ولذلك لا أتخلى عنهم.

تلك هي بعضُ الصور التطبيقية التي حرص عليها الإسلام في تحقيق التكافل الاجتماعي في الأمة المباركة، والتي تمسُّ إليها حاجةُ الأمة اليوم، في ظل الغلاء الذي يكتوي بناره الضعفاء والفقراء، وفي ظل الأنانية التي باتت تتحكم في تصرفات كثير من الناس، وفي ظل المادية اللاهثة التي تحاصر معاني التكافل والتعاون في قلوب الخلق.

أسأل الله أن يعيننا على إحياء معاني البر والتكافل بين المسلمين، وأن يهيء لأمتنا أسباب الخير والرشاد، وأن يعيد للأمة سالف مجدها وعزها، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
C.Ronaldo
C.Ronaldo
Admin
Admin

عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 22/12/2008
العمر : 30

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى